الاثنين، 23 أبريل 2012

مدونة
حكايات (ألف جلسة وجلسة)
محمد العليمي


حكايات الليالي البرلمانية والعسكرية .. الحاكمة لدولتنا المصرية ..





الجمعة، 13 أبريل 2012

عم (عيّاد) يخرج عن صمته ..

توجهت إلى ذلك المقهى كالمعتاد فما إن رآني عم (عيّاد) حتى أنفجر قائلا :
" البلد بتضيع يا باشمهندس .. البلد بتضييييع "
وبرغم عهدي بلقب ال(باشمهندس) الذي يناديني به دوماً رغم أنني أخبرته مراراً أنني لا علاقة لي بالهندسة وأنني شبه أخصائي اجتماعي وشبه مدوّن وشبه كاتب وكان يرد علي دائما : " ما تضايقش نفسك .. ما أحنا كلنا شبه بني أدمين " ، إلا أنني لم أعهده منفعلاً بهذا الشكل من قبل ..
جلست بجواره وسألته عن ما به ..
" البلد بتضيع خلاص .. كل حاجة بتبقى أنيل من الأول .. الأكل بيغلى وسواقين الميكروباص بياخدو ضعف الأجرة وكمان بييقسّموا المسافة والشغل مرّيح واللي بيجيني منه بصرف نصه على المواصلات ، والأزمات شغالة وفووووووق ده كله الناس عايزة تجيب (عمر سليمان) ريس .. هيضيّعوا البلد ولاد ال(.......) "
قلت له متعمداً استفزازه :
" طب ما هي دي الديمقراطية يا عم (عيّاد) .. كله يرشح اللي هو عايزه .. "
أنفجر فيّ كما توقعت قائلاً :
" ديمقراطية أيه وزفت إيه .. هو ينفع أنا أولعلك في بيتك وأقولك دي حرية شخصية ؟ لأ وكمان فيه ناس مش عاجبها قانون العزل ؟!! "
سألته مستفزاً إياه مرة أخرى :
" هما مش موافقين لأنهم بيقولوا أنه غير دستوري وأنه ضد مبدأ حق الترشح لكل مصري "
أجاب ووجهه يكاد ينفجر من الغيظ :
" دستوري إيه بس ؟ هما الفاسدين اللي خربوا البلد دول مصريين أساسا ولا حتى يتسموا بني أدمين ؟ إيه الهم اللي إحنا فيه ده بس .. يا ناس دول رجالة (مبارك) أرحمونا بقى .. ما تستهونوش بيهم .. مش كفاية مستحملين اللي بيعملوا فينا المجلس العسكري "
حاولت أن أجعله يهدأ قليلا لكنه قال لي :
" والله العظيم عيب علينا .. نعمل ثورة عشان نجيب نائب الرئيس اللي خلعناه ؟!! .. هتخلوا العالم يضحك علينا يا ولا ال(.......) "
ونظر إلى الجالسين في المقهى وقال لهم في نبرة تحدي :
" واللي هعرف إنه مؤيد ل(عمر سليمان) منكم يا شعب همج يبقى هو الجاني على نفسه ومش هسيبه .."
طبعا كان هذا كفيل بأن يتحاشى الجميع النظر إليه ؛ فعم (عيّاد) لمن لا يعرف هو في مقام كبير المنطقة ..
" وأنتا يا قهوجي الغبرة .. على الله ألاقيك معلق أي يافتة عليها أسم الراجل ده .. أنتا فاهم ؟ "
رشف قليلا من القهوة ..
" هتموتوني ناقص عمر يا شعب (......) .."
ونظر لي وقال :
" والله العظيم لو سكتّوا على إن (عمر سليمان) يترشح تبقوا عيال هفأ وتستاهلوا اللي هيحصل لكم .. وأنا عن نفسي هسيبكوا تموتوا وتتسجنوا قدامي ومش هسأل فيكوا ويبقى دمي اللي اتحرق وأنا بدافع عنكم راح هدر .. ويبقى دم كل شهيد راح بلاش ..
أنتو أحرار ..
أنا هروّح وأقفل البيت على نفسي ومش هنزل منه لغاية ما أعرف أنتو فعلا رجالة ومش هتسكتوا ولا هتسكتوا وتسيبوا الثورة تفشل وتشمّتوا فينا اللي يسوا واللي ما يسواش .. "
وحتى تلك اللحظة لم أرى عم (عياّد) ولم يراه أحد ولم يخرج من منزله ويطرد كل من يذهب إليه ، وما زال ينتظر أن يرى نهاية الأمر ..
مازال ينتظر أن يرى هل سنصمت على ترشح (عمر سليمان) أم لا ..

 
محمد العليمي

الأربعاء، 11 أبريل 2012

يسقط يسقط اللي أسمه ايه ..


ننادي بالسقوط فلا يسقط أحد ونجد أننا نحن من نسقط .. ويبدو أن من نادينا بإسقاط حكمهم قد أنشطروا ويستمروا في الإنشطار لنجد أننا في كل يوم ننادي بإسقاط شخص أو شئ مختلف .. ونبدو كمن يحمل لافتة ويغيّر كل فترة أخر كلمة فيها فقط ..
نادينا في البداية بحكم العسكر وأستمر حكم العسكر .. ولنعترف أنه بالنسبة للمجلس العسكري فإن الثورة قد انتهت عندما تخلى مبارك عن الحكم وأن هذا هو هدفها الوحيد وبالتالي فهو لا يفرق معه أركان النظام ولا يفرق معه أي شيء ..
طالب البعض بسقوط الإخوان وديكتاتورية الأغلبية ولكن لم يحدث شيء .. فاستمرت الأغلبية وأستمر انفرادها بكل شيء من أول لجان البرلمان حتى تشكيل الدستور ..
والآن حان موعد النداء بسقوط مرشحي النظام السابق ولكن السؤال هو .. هل من ينادي بذلك يخاف من فرصة فوزهم ؟ أم من أن ترشحهم يهدم كل ما قامت الثورة من أجله فكيف نخلع (مبارك) ونائبه ورئيس وزراءه ويأتوا بعدها مرشحين للرئاسة ؟ فليرشح (مبارك) نفسه بالمرة حتى تكتمل المسخرة .
وقريبا جدا سنجد من ينادي بسقوط الدستور بعدما تنتهي كتابته .. لأنه إلى الآن مازالت الاعتراضات على اللجنة التأسيسية مستمرة .. ولكن يبدو أنه سيُكتب بالشكل الذي تراه الأغلبية سواء وافقنا أم لم نوافق ..
واستكمالاً لسياسة المطالبة بالسقوط يبدو أننا أيضا سننادي بسقوط الرئيس القادم في حال ما إذا لم يكن مرتبط بالثورة أو من النظام السابق ..
مما يجعلني أسأل .. متى ستتوقف المطالبة بإسقاط هذا أو ذاك أو هؤلاء ؟ الإجابة بسيطة .. عندما تتم الأمور بشكل يرضي الجميع من بدايتها ، ولكن يبدو أننا موعودون بحكام ومسئولين يرون الصواب وينفذون نصفه أو لا ينفذونه من الأساس ..
فلو كان المجلس العسكري قد سلم السلطة من البداية لمجلس رئاسي - مع احترامي للمعترضين على الفكرة - لما نادينا بإسقاط حكم العسكر ..
ولو كان الإخوان أتسموا بالمشاركة وعدم الطمع في المناصب لما نادينا بسقوط الإخوان ..
ولو تم تشريع قانون العزل السياسي منذ البداية لما نادينا بسقوط رموز النظام السابق ..
أما بالنسبة للرئيس القادم فالمطالبة بإسقاطه فهو وحده من سيحددها ، فعلى كل من المرشحين المحتملين أن يضع نصب عينه مشهد ميدان التحرير وهو يطالب بإسقاطه .. وإذا لم يرغب في ذلك فعليه أن يخرج من السباق الرئاسي من الآن إن لم يجد في نفسه الكفاءة ، وإن كان يصلح لتلك المسئولية فعليه أن يتقي الله وإلا فهو حر ..
وبالمناسبة ..
فلقد تذكرت أن لدي امتحانات بعد أسابيع .. إذاً .....
تسقط تسقط الامتحانات ..


محمد العليمي

السبت، 7 أبريل 2012

درس تاريخ 2020


توضيح : المحتوى لا يُعبر عن تمني بل يُعبر عن مخاوف ..
...................................................

كله يطلّع ال(آي باد) بتاعه ..
النهاردة أول درس في منهجنا ..
نكتب تاريخ النهاردة .. 20 سبتمبر 2020
عنوان الدرس .. ثورة 25 يناير ..
أختلف المؤرخين في تسميتها ففيه ناس سموها ثورة وناس سموها حركة إصلاحية وناس سموها انتفاضة ..
 تقدر تقولي كان إيه الهدف منها يا (أيمن) ؟
(أيمن) : " قامت بسبب الظلم والفقر اللي سببه نظام مبارك وأنها كانت بتطالب بالعدالة والديمقراطية وإسقاط نظام (مبارك) "
تمام يا (أيمن) برافو ..
تم إحتواء الثورة عن طريق قادة الجيش في ذلك الوقت من أجل تهدئة الأمور .. وزيّ ما مكتوب في المنهج إن القادة اعتبروها حركة إصلاحية ليس إلا .
هنتكلم دلوقتي عن أسباب فشل الثورة ..
وطبعا كلنا حضّرنا الدرس فكل واحد يقولي سبب من أسباب فشلها ..
أتفضلي يا (بثينة) ..
(بثينة): " تناقص عدد الثوار نتيجة توقف الدعم الشعبي لهم "
دورك يا (أسماء) ..
(أسماء) : " إنشغال الشعب بأمور الحياة وعدم الاهتمام  بالسياسة "
السبب اللي بعده يا (بلال) ..
(بلال) : " ثقة الشعب العمياء في المجلس العسكري في أول 6 أشهر بعد تخلي (مبارك) عن السُلطة ثم بعد ذلك ثقتهم في الإخوان المسلمين "
دورك يا (علاء) ..
(علاء) : " ثقة الشعب في إن البرلمان اللي انتخبوه هينفّذ مطالب الثورة "
قولي سبب كمان يا (وائل)..
(وائل) : " فوز التحالف الثلاثي ل(عمرو موسى) و(خيرت الشاطر) و(عمر سليمان) في الانتخابات الرئاسية "
تمام .. تمام .. والسبب الأخير اللي قضى على الثورة نهائيا كان قيام التحالف الرئاسي بنفس اللي قام بيه الرئيس الراحل (السادات) ؛ فقاموا بإعتقال كل رموز الثورة وعلى حسب المنهج دي كانت خطوة فاصلة ..
وإنضمت ثورة 25 يناير إلى قائمة الثورات الفاشلة بسبب سذاجة وغباء الشعوب وعدم حمايتهم ليها ، ومع أن ناس كتير كانوا شايفين إن فشل الثورة كان قبل كده من أول ما أتسلم قادة الجيش حكم البلاد لكن دي ما كانتش مشكلة لأنه كان في إيد الشعب على الأقل أنه يحاول يتصدى للمحاولات الكتير لإفشالها لغاية ما تم دق أخر مسمار في نعشها ..
وإحنا بندرسها عشان ما نكررش الغلط ده تاني في المستقبل .. ودي فايدة التاريخ .. واللي ما بيتعلمش من الماضي ما يستحقش يعيش في الحاضر ومش هيبقى لييه مستقبل ..
أنتهى أول درس .. ذاكروه كويس وأتعلموا منه ..


محمد العليمي

الخميس، 5 أبريل 2012

إنه الخيال السياسي يا سادة ..

" يقف المرشحون المحتملون بمحاذاة الحائط وعلى الشعب أن يختار منهم واحد ، ولكن تم إزاحة الشعب جانباً من قبِل جماعة ما وتحول الاختيار إلى تصفية وإعدام للمرشحين ..
فقد قررت تلك الجماعة أن تقتل سياسياً بعض المرشحين لتقليل عددهم ..
وأختلف الناس في ردة فعلهم ، فمنهم من قال أن هذا قضاء وقدر و(مصلحة) حتى يسهل علينا الاختيار ، ومنهم من قال أن التصفية فقط للتخلص من المرشحين أصحاب الشعبية لصالح مرشح تلك الجماعة .. "
ذلك كان مشهد من فيلم روائي خيال سياسي يتم عرضه هذه الأيام ..
فيلم قد يكون عفوي وغير مخطط له أو مخطط له منذ فترة طويلة وأشترك في كتابته أكثر من كاتب سيناريو ..
مما يجعلنا نُشكك في أراء من يقولون أن خيال الكُتاب لدينا قد نضب وأنهم دائما يقتبسون من الغرب ، ولكن يا سادة لنعترف أنه قد ينال جوائز عدة إذا ثَبُت أنه سيناريو مكتوب عن عمد ..
الفيلم قد يتم إنتاج عدة أجزاء له إذا ما حقق نجاحاً ، وأخر موعد لإثبات نجاحه أو فشله هو شهر يونيو المقبل ..
الفيلم إنتاج مشترك بين عدة جهات وقد يكون بمباركة أمريكية ..
الفيلم يعتمد على تقنية البث المباشر للأحداث فور وقوعها وهي تقنية تمت تجربتها من قبل في أفلام أخرى كفيلم (قل نعم من أجل الدين) وفيلم (المخلوع صديقي) وفيلم (برلمان للأبد) وفيلم (لن أستطع سحب الثقة .. ولكني أحاول) ..
أما عن تصنيفه فقد أختلف النقاد في تصنيفه .. فمنهم من يقول أنه لا يصلح لضعاف القلوب وكبار السن لما يحمله من احتمالية الموت غيظاً وهو شعار كتبه صناع الفيلم في (البوستر) الخاص به  ، ومنهم من يقول أنه لجميع أفراد العائلة لما يحمله من كوميديا سوداء توضح مدى السذاجة التي وصل إليها المشاهدون ..
الفيلم قد تم ترشيحه لبعض الجوائز الدولية منها جائزة (المعونة الذهبية) وجائزة (الدعم الذهبي) ..
وأخيرا يمكنكم مشاهدة الفيلم من منزلكم بإشتراككم في خدمة (خليك في بيتك وما تنزلش الميدان) بسعر رمزي هو تصديقكم لهذا الهراء واقتناعكم أن ما يحدث هو مجرد صدفة ..


محمد العليمي

الثلاثاء، 3 أبريل 2012

هرتلة من وحي الملل الثوري

لم أشعر بمدى عمق مصطلح (الملل الثوري) الذي أطلقه الدكتور (باسم يوسف) - المتحدث الرسمي بإسم حزب (المفقوع مرارتهم من اللي بيحصل في البلد) - سوى في هذه الأيام ..
لا أجد شيء جديد يُقال أو يُفعل أو يُقرأ .. فكل الأحداث معروف نهايتها مسبقا ..
ولا أجد شيء يُجبرني على التظاهر أو الاعتصام ؛ فنتيجتهما معروفة مسبقا ..
إذن سأكتب مقال عن ...........
عن ماذا ؟
عن الأخوان أم عن المجلس العسكري ؟
حتى هذان تم (هرسهما) في أكتر من مقال .. فما الجديد الذي سآتي به ؟
هل أتحدث عن انتحال صفة المُجبر على ذلك التي يصف بها الإخوان أنفسهم في كل ما يفعلونه ؟ أم أتحدث عن خروج المجلس العسكري من المشهد السياسي بشكل مريب في الفترة الأخيرة وكأنه يقول للإخوان : " ألعبوا أنتو فيهم شوية أنا تعبت " ..
أم أتحدث عن ما يتناقلونه عن مرشحين الرئاسة و(أستلم) كل يوم مرشح وأذكر عيوبه وأتحدث عن معلومات شخصية عنه وخصوصيات وفضائح في محاولة مني لإستقطاب أكبر عدد من القراء ؟
أم أتحدث عن المطرب الشعبي الذي شعر أن نجوميته تخفت فقرر ترشيح نفسه للرئاسة ؟

Ctrl A
Delete

سأقوم بمسح ما كتبته وأتفرغ لقراءة الأخبار المنشورة ..
ليس هناك بجديد أيضا .. ولم أجد ما يُدهشني ..
فما الجديد في دفع الأخوان بمرشح للرئاسة ؟ ولماذا يندهش الناس من هذه الخطوة ؟
نعم .. نعم .. السبب في تفاجأ البعض هو أن الإخوان قالوا أنهم لن يتقدموا بمرشح للرئاسة .. يا سلام !!!
ولماذا صدقتم هذا ؟ هل قال الإخوان شيء من قبل ونفذوه ؟ يا لكم من سُذج ..
قال الأخوان لن نسعى إلى الأغلبية البرلمانية ..
قال الأخوان لن نستحوذ على تشكيل الدستور ..
قال الأخوان لن ولن ولن ولن ..
ولم نرى شيء يتم تنفيذه ، فهل تتوقعون الآن أنهم لن يطمعوا في الرئاسة ؟؟
يبدو أنني عدت مرة أخرى لسرد كلام معروف مسبقاً ..
سأحاول أن أجرب شيء أخر فلقد شعرت بالملل ..
سأحاول أن أجهز حقائبي للسفر إلى بلد شعبها لديه وعي كافي ولا يصنع طغاته بنفسه ..
المشكلة ليست في من يٌفسد .. المشكلة تكمن في من أعطاه الفرصة للإفساد ..
ويبدو أن هذا سر مللي ..
لقد مللت من هذا الشعب الذي يٌعطي لمن يحكمه مفاتيح (الإشتغالات) ويندهش أن حاكمه (يشتغله) ..
مللت من صمت بحجة (أكل العيش) ومخزون من: "عيشني النهاردة وموتني بكرة " و"ياعاااااااااااالِم" و"هنعمل ايه بس نصيبنا" و"كنا هنعرف منين أنهم كده ؟"
مللت من شعب يرى نفسه في المرآة وهو يتم الإحتيال عليه و يظن أنه يشاهد شعب أخر ..
ومللت أيضا من الكتابة لشعب يقرأ ولا يتعظ مما يقرأه ..
Ctrl A
Delete


محمد العليمي

الاثنين، 2 أبريل 2012

رحلة إلى كوكب الإخوان



نقترب الآن من كوكب الأرض ...
الساعة : 6:30 بتوقيت الأرض 3456:456 بتوقيت كوكبنا ..
اليوم : 30 يونيو 2012 بتوقيت الأرض ..

أطلب الإذن من القيادة بالهبوط ..
تم تلقى الإذن ..

تم الهبوط بنجاح ..
تم تحديد المكان ..
بلد يدعى (مصر) حسب مسمياتهم  ..

جاري التحول إلى شكل السكان ..
جاري الاندماج بينهم ..

أول التقارير ..
السكان يبدو عليهم الفقر الشديد .. وجميعهم يبدو على وجوههم البؤس ..
ملصقات على كل حائط ..
جاري دمج اللغة في الذاكرة ..
مكتوب على الملصقات : " حزب الحرية والعدالة .. نحمل الخير لمصر "
 " الحاج (.............) يهنئ الأخوان المسلمون بفوز مرشحهم "

جاري الجلوس في إحدى التجمعات البشرية ...
الرئيس يلقي خطبة على الشعب وبجواره نائبه العسكري كما عرفت ..
الرئيس ملتحي وهناك علامة بأعلى وجهه لا أعلم ما هي ..

يتحدث الرئيس عن فوزه في الانتخابات وعن تشكيك البعض في مدى نزاهتها ، وينفي وجود تزوير ..
أرى ردة فعل على وجوه الجالسين .. يضربون كفاً بكف ..
يتحدث الرئيس عن برنامجه الانتخابي والذي سينفذه (حزب الحرية والعدالة) وعن سبب اختياره لنائب عسكري ..
من الواضح أن هناك أزمات كثيرة يعاني منها الشعب وفقا لكلامه ..
يعد بحلها وتلافيها في المستقبل ..
يوجه الشكر إلى المؤسسة العسكرية وإلى نائبه ..
يفوض سلطة اختيار رئيس الوزراء إلى نائبه ..
يُحذر من أية مظاهرات ستخرج من هذه اللحظة ، وأنه سيتم التعامل معها بكل قسوة لأن استقرار البلاد خط أحمر ..
هنا رأيت الرضاء بالأمر يرتسم على وجوه الجالسين ..
أنصح بدراسة كيفية تأقلم سكان البلد مع الأمور بشكل سريع في البعثة القادمة ..

انتهى التقرير ..

جاري الإرسال إلى القيادة ..


محمد العليمي

الأحد، 1 أبريل 2012

في حب البيادة


جلست مكتئبا لأيام عديدة بعدما فرّق بعض الشباب الممول بيني وبين حبي حينما جعلوا الزعيم يتنحى ..
كيف استطاعوا أن يفعلوا ذلك بي ؟ كيف يُدمرون قصة حب استمرت ثلاثون عاما ؟ .. كيف ؟
بعد التنحي جلست أشاهد التليفزيون المصري لعلهم يُذيعون صورة أو فيديو يتحدث عن إنجازات الزعيم يُشبع لهفتي إليه وشوقي إلى رؤياه ولكنهم لم يفعلوا ..
نزلت إلى ميدان (مصطفى محمود) و(روكسي) فوجدت غيري من القلوب المحطمة يجلسون في حسرة وألم لم يتوقعونه ..
عدت إلى المنزل وأنا محطم .. جلست أمام التليفزيون ..
رأيت سيادة المشير الذي تحمل المسئولية السياسية بعد زعيمنا وهو يسير وسط جنوده ونظرت إلى قدمه دون قصد وهنا فقط وقع نظري على أجمل ما رأيت في حياتي ..
نعم أنا وقعت في حبها وحب من يرتدونها من النظرة الأولى .. وشعرت أن القدر يعوضني عما فقدته ..
وانتابتني حالة من العشق لتلك البيادة .. لدرجة متطرفة .. ووجدت بداخلي رغبة في أن أدافع عنها بكل ما أملك .. ولما لا ؟ أنها حبيبتي ..
وبدأت في الذهاب إلى (العباسية) لتأييد المجلس العسكري ضد من يطالبون برحيله .. فأنا لن أسمح لهم أن يُدمروا قصة حبي من جديد .
صرت من أشد المدافعين عن البيادة ومن يرتدونها على مواقع الانترنت وحتى وإن وصل الأمر إلى سبّي لمن يتحدث عنها بسوء ، وأصبحت الجملة التي أرد عليهم بها هي : " بيادة أقل عسكري برقبة كل اللي عملوا الثورة العورة " .
ولم ألتفت لمحاولاتهم تشويه سمعتها حتى وهي تنهال ضرباً على المخربين أمام مجلس الوزراء .. بل ازددت عشقاً لها ، وشاهدت الفيديو أكثر من مرة بالتصوير البطيء وأنا أنتشي في كل مرة تلمس فيها البيادة جسد المخربين .
ووصلت درجة عشقي لها إلى حالة شبه مرضية .. فذهبت إلى أحد الأطباء النفسيين ..
أخبرني بكلام لم أفهمه عن (متلازمة ستوكهولم) وحب الجلادين ، فوجدت أنه لم يفهم ما أشعر به ..
أنه عشق يا سادة .. عشق .. فلماذا لا تقدّرون هذا؟ ولماذا تطالبون برحيل العسكر ؟ لماذا تحرمونني من حبي ؟ لماذا ؟
لماذا تلومونني على عشقها وتطلبون مني أن أكرهها ؟
لن تقدروا على ذلك مهما حاولتم .. فأنتم مرضى نفسيين ..
سأضطر أن أنهي حديثي الآن لأن الطبيب النفسي المتابع لي قادم ..



محمد العليمي