الاثنين، 29 مايو 2017

جمهورية صمت العربية

كان هذا هو الحل الوحيد لديهم ..
فلقد نشأ جداراً وهمياً بيننا وبينهم منذ سنوات وقد آن الوقت ليصبح جدارً حقيقياً وحدوداً تفصل دولتنا عن دولتهم .
كانت اختياراتنا مختلفة عن اختياراتهم منذ البداية ..
هم من امتعضوا من ثورتنا وما إن أتت بهدف من أهدافها - وهو إسقاط الرئيس - حتى وابتلعوا الأمر بكثيرٍ من الماء ..
هم من رأوا أن الاستقرار هو الحل حتى وإن كان الاستقرار على وضع خاطئ ولكنه بالنسبة لهم استقرار والسلام . 
قلنا الثورة تحكم فقالوا الخبرة تحكم ..
قلنا لا للفاشية الدينية قالوا إنهم أناسٌ طيبون ومن ظُلم لا يُظلم ..
قلنا لا للارتماء في حضن العسكر مرة أخرى قالوا أن من أزال البيت هو الأولى بامتلاك الأرض ..
قلنا الصمت خيانة قالوا الصمت واجب وطني ..
قلنا الصبر مهانة قالوا الصبر ضروري ..
قلنا القمع زاد فقالوا الأمن أولى وأحق ..
فكان لابد من الفراق بيننا وبينهم .
لا يهم كيف بدأ الأمر ولكنه حدث ..
تجمّع كل رافض للإخصاء السياسي في مكاننا هذا تاركاً وراءه كل من أراد تلك الحياة السوداء .
أعدادنا أصبحت كبيرة وتزداد يوماً بعد يوم ودولتنا لا تتكون من الشباب فقط وإن كان الشباب هم الأغلب ولكن أنضم لنا الشيوخ والنساء وحتى الأطفال .
تسألني عن معيار الانضمام إلى الدولة ؟
المعايير تختلف من شخص لآخر فهناك من يعلم سبب انضمامه إلينا وهناك من أتى به التيه دون قصداً منه ورضى بأرضنا تلك بلداً ..
نعم .. أكثرنا لم يتمنى هذا الاختيار يوماً لأننا ظننا أن لوطننا الأم واجب علينا بأن نبقى بها لنغيّر فكر ووضع أهلها للأفضل ولنرشدهم إلى الطريق الصواب .
الانضمام لدولتنا للأسف لا يكون برغبتك فهو قرار جهات عليا تولت هي تحديد من يصلح للبقاء في الوطن الأم ومن يصلح للانضمام للدولة الجديدة فلذلك فكل فرد منا وجد نفسه هنا دون أهله أو أصدقاءه ، وأيضاً لا يقدر أن يطالب بانضمامهم إليه أو يتمنى ذلك نظراً لصعوبة المعيشة فيها في الوقت الحالي وفي المستقبل لأنهم يحافظون على ألا نُشكل تهديداً لهم في أي وقت ..
نعم .. سنحيا هنا مقاومين شعوراً قاتلاً بالاشتياق لمن نأبه لأمره وقد لا نراه لآخر عمرنا أو عمره .
لا ننكر أننا نحاول أن نتأقلم على الوضع الحالي في ظل نقص كل شيء حيوي وضروري للحياة الكريمة ولكن ليت أمر الانفصال كان قرارانا بل تم إجبارنا عليه وعلى شروطه .
هل تريد الانضمام إلينا ؟
لا أحبذ ذلك ولكن إليك الطريقة التي قد تؤهلك لذلك يوماً ..
لا تصمت على الظلم .. وبعدها ستجد – ولو بعد حين – من يمد إليك يده لينتشلك من وسط أحبائك ويلقيك وسط دولتنا .
وماذا لو آثرت الصمت وسرت مع السائرين ؟
أخشى أنها ليست الطريقة المثلى لتجنب العيش معنا فلقد تجد نفسك مستقبلاً مجبراً على الرحيل لأنك – فقط – توقفت عن المدح والتهليل والتسبيح لمن خلق هذا الوضع السياسي المزري .

محمد العليمي
19 مايو 2017



السبت، 25 فبراير 2017

الأزمة .. لعبة ميكروباص

" أ (عبدووووو) .. اطلع إنتا بالناس دي عشان الأسطا (محما) الظابط جه أخدوه " كان ذلك بمثابة رسالة للركاب مفادها أن يهبطوا من الميكروباص لأنه لن يتحرك .. " طب فين الميكروباص اللي طالع ؟ " أشار لهم أحد السائقين بغطرسة من بيده مصيرهم .. " اللي عليه علم مصر ده بتاع الأسطا (عبدو) " بدأت عملية الانتقال وألتزم الركاب بأماكنهم السابقة في الميكروباص القديم وانتظروا السائق . وما هي إلا لحظات إلا ظهر السائق الجديد .. كان من تلك النوعية من السائقين اللذين لا يبدو عليهم علامات ومواصفات العاملين بتلك المهنة .. منمق الشعر والملابس .. منضبط الهندام .. " سلامو عليكم .. من حظكم إن دي أخر عربية طالعة يا كده يا كنتم هتستنو لحد بكرة " صمت لحظة ثم أستطرد مبتسماً : " أنا ليا الشرف إني هطلع بيكم النهاردة .. بجد والله " نظر كل راكب للآخر في تعجب .. يبدو عليه أنه سائق محترم .. " هو إيه اللي حصل للسواق اللي كنا هنطلع معاه ؟ " نظر السائق إلى السائل وأجابه : " اللي أقدر أقولهولك .. إن ربنا .. بيحبكم علشان .. ما طلعش بيكم " صمت لحظة وأستطرد : " تصوروا إنه قال قدامي إنه مش هيخليكم توصلوا فمعادكم ؟ اه ده حصل .. ده غير إنه كان ريحته وحشة جداً وبيقنع الركاب دايماً إنها مش منه .. الحمد لله إن ربنا خلصكم منه .." دوى صوت طرقات على جانب العربة .. - " ما يلا يا عم (عبدو) مش وقت لوكلوك ونحنحة .. " - " بتكلم مع ركابي يا أخي .. ما ينفعش كده " - " إبقا كمّل معاهم الكلام في السكة يا با .. قدامك أربع ساعات بحالهم " أدار السائق محرك الميكروباص وغادر الموقف .. مرت دقائق عليه وهو يدندن أغنية ما ثم قال للركاب كمن تذكر فجأة : " بصو يا جماعة .. أنا عارف إن اللي هقولوه ده غريب شوية .. بس ده علشان أنا بحبكم ..الأجرة العادية زيّ ما انتو عارفين هي ٣٥ جنيه بس أنا نظامي غير كده " تبادل الركاب النظرات .. هاهو سيناريو جشع السائقين قد بدأ .. " بالخمسة وتلاتين جنيه دول هتوصلو بعد خمس ساعات لأن الطريق اللي بنمشي منه متكسر فأنا عارف طريق تاني آمن وسليم وهيوصلنا بعد 4 ساعات بس .. لكن الأجرة هتزودوها شوية كده .. ووالله ده مش عشاني .. ده عشانكم ولمصلحتكم .. " سأله أحد الأشخاص : " كام يعني الزيادة ؟ " ابتسم السائق وقال : " الزيادة اللي معاكم " ضرب الركاب كفا بكف وقال أحدهم : " إنتا بتستغل إننا متأخرين بسبب السواق اللي غار في داهية وإننا طلعنا خلاص من الموقف ؟ " صمت السائق وقال في حزن : " والله أبداً .. أنا لو أطول أوصلكم ببلاش كنت عملت كده بس انتو شايفين الظروف اللي انتو فيها " قال شاب من الركاب : " طب وبالنسبة للإتنين اللي قاعدين جنبك هتاخد منهم زيادة برضو ولا إيه ؟ " أخرج أولهما كارنيه وقال : " قوات مسلحة " وقال الثاني وهو يبرز كارت شخصي : " مهندس / كريم خطاب .. رجل أعمال " قال السائق للشاب : " الناس اللي جنبي دول بره الموضوع أساساً .. دول تبع اللي ماسك الموقف ولولا إنهم كلموه إني أطلع بالعربية ما كانتش الأزمة اللي كنتو فيها تتحل " أرتضى الركاب بالأمر وقام كل فرد منهم بدفع مبلغ إضافي ، فجميعهم يبتغون الوصول بأي شكل .. وخاصة أن أحدهما قد تبرع بالقول : " يا جماعة المفروض نحمد ربنا إن الراجل ده لحقنا ورَضا إنه يوصّلنا من أصله .. شوفو اسلوبه معانا عامل إزاي ؟ أنا أول مرة أشوف سواق حنيّن مع الركاب بالشكل ده " مرت نصف الساعة ووصلوا إلى بوابة الخروج من المحافظة .. " ااااااااااه .. أنا نسيت خالص موضوع الكارتة ده .. معلش يا جماعة هضطر إني ألمّ منكم تمنها " صاح أحد الركاب : - " نعم ؟!!! هو إنتا نازل من غير جيوب ؟ " - " تؤ تؤ تؤ .. ما يصحش كده يا أستاذ .. ما هو إنتو لو ما دفعتوش تمن الكارتة هتخرجوا أساساً من البوابة ؟ هو أنا هحط حاجة فجيبي ؟ ما كلو عشان مصلحتكم .. " خيّم الصمت على الركاب وقال الراكب ( إياه) : " أهو أنا أول واحد هساهم في تمن الكارتة .. إنتو مش عارفين إحنا لو عدينا ده هيبقا إيه ؟ ده هيبقا معناه إننا عدينا أول جزء في المشوار .. خلي عندكم بُعد نظر .. مش مهم التضحيات يا جماعة .. المهم إننا نوصل .. الله ينوّر عليك يا أسطا " نظر السائق إليه عبر المرآة وأبتسم لما قاله .. يا له من مؤيد مثالي . الآن قد مرت ساعتان .. ومازال السائق يدندن تلك الأغنية المجهولة باستمتاع غريب ، ولكن أحد الركاب قرر أن يقاطعه .. - " إنتا مش هتقف في (ريست) يا أسطا ولا أيه ؟ " - " مش هينفع .. عشان نوصل بسرعة " - "نعم؟!!!! يعني نموت من الجوع والعطش ؟!! " تنهد السائق في حزن .. " والله والله والله .. أنا مرة قعدت من غير شرب أكتر من ٤ ساعات .. وصبرت .. اصبروا علشان نوصل " هنا التفت رجل الأعمال للركاب وقال : " أنا برضو ما يرضينيش إنكم تجوعو .. أنا معايا شوية أكل وكام إزازة مايّة بس أنا جايبهم غاليين شوية فمعلش هبعهالكم أغلى من تمنهم " فألتفت فرد القوات المسلحة لهم وقال : " وأنا معايا برضو شوية منتجات غذائية .. أينعم قليلة الجودة بس أرخص شوية وتقضّي الغرض " رد أحد الركاب غاضباً : " هو الأسطا سابلنا فلوس نشتري بيها حاجة .. إحنا خلاص فلّسنا " رد الراكب (إياه) قائلاً : - " إفلاس ايه بس .. مين جاب سيرة إفلاس .. اللي إحنا فيه ده وضع مؤقت وهينتهي أول ما نوصل .. أصبروا يا جماعة شوية .. الراجل عايز مصلحتكم " - " بس يا ( مـ$#ص) .. " - " بتغلط فيا يا أفّاق يا مدّعي يا عديم المسئولية " تدخل أحد الركاب : - " ما كفاية مزايدة على بعض بقا وجعتو دماغنا .. عليا الطلاق إنتو مش فاهمين حاجة " - " وإنتا صوتك طلع دلوقتي إنتا كمان ما أنتا ساكت من أول السكة " قالت إحدى السيدات : " بدل ما تتخانقو على الفاضي شوفوا هتشترو إيه من الراجل اللي قدام عشان نعرف الأكل هيكفينا ولا لأ " أجابتها سيدة أخرى : " هو أنتي همّك على بطنك بس ؟ فيه حاجات أهم من الأكل " وفي مقدمة الميكروباص كان السائق يبتسم ويقول لمن بجواره : " كويس إنهم إتشغلو مع بعض عشان ما ياخدوش بالهم إني ماشي من الطريق العادي مش المختصر اللي كلمّتهم عليه .. " إستطرد وهو يلمح بعينيه في المرآة إحتدام الخلاف بين الركاب : " المصيبة إنهم فاكرين إني هبقا غير باقي السواقين وهمشي فطريق تاني لمجرد إني وعدتهم بكده .. ركاب هابلة بجد .. إهي مصلحة جاتلكم برضو عشان تستنفعو منهم " قال رجل الأعمال : - " أومّال أنا أستنيت علشان أركب معاك إنتا ليه ؟ ما أنا عارف إن إنتا اللي هقدر أكسب وأنا راكب جنبه " قال فرد القوات المسلحة : " والفضل ليك إنك بلّغت على السواق اللي كان هيطلع قبليك بعد ما طمّعته في إنه يستنا لحد ما يركب الزباين السوقع دول ويسترزق منهم .. إنتا دماغك داهية يا أسطا والله " رد السائق : " لولا دعمك ليا يا باشا ما كنتش هقدر أغوّره فداهية " نظر السائق إلى المرآة فوجد أحد الركاب يتحدث إليهم بهدوء وفيما يبدو أنه استطاع أن يجعل التفاهم يسود بينهم فقال السائق لمن بجواره : " شكله فيه واحد عاقل بينهم تعالوا نشغلهم بحاجة تانية " قال موجهاً كلامه للركاب : " وحدوا الله يا جماعة .. حصل خير .. بمناسبة الأخ اللي حلف بالطلاق .. إنتو عارفين إن فيه ناس كتير متطلقين وهما أساساُ مش متطلقين ؟ " رد أحد الركاب : " وإحنا مالنا بالحوار ده أصلاً ؟ " قال رجل الأعمال : - " طب ما حدش هيشتري حاجة من الحاجات اللي معايا قبل ما تغلا ؟ " - " تغلا ؟ تغلا إزاي فخمس دقايق ؟ " تدخل فرد القوات المسلحة وقال : - " طب إنتوا عارفين إن الأسطا اللي معانا ده أكتر واحد من السواقين هتحسوا معاه بالآمان وعمره ما هيفكر إنه يبيع الميكروباص ده أو حتى كرسي واحد منه لأنه بيعتبر الميكروباص ده ملك لناس كلها " - " الله ؟ وإيه جاب سيرة بيع الميكروباص أصلاً ؟ " قال السائق فجأة وهو يهدئ من سرعة الميكروباص : " يلا يا جماعة وصلنا الحمد لله زي ما وعدتكم أهو .. " نظر الركاب حولهم .. إنها صحراء قاحلة .. " ما تستغربوش هو ده الموقف بس من الجنب التاني أصل زي ما قولتلكم ده طريق مختصر هي خطوتين تمشوها طوّالي هتلاقو نفسكم هناك .. يلا حمد لله على السلامة اتفضلوا " لم يجد الركاب ما يقولوه .. واضطروا للهبوط من الميكروباص وتحلوا بالأمل في أن السائق قد قام فعلاً بتوصيلهم . ظلوا يسيرون لأكثر من ساعة بلا أمل .. إنها النهاية على ما يبدو .. ذلك السائق ألقاهم في الطريق .. بلا ماء . بلا نقود .. وبلا أمل . ومن العدم وبعد فقدان الأمل .. وجدوا ميكروباص يقترب منهم ليقف أمامهم ويقول لهم سائقه : " سلامو عليكم .. أنا الأسطا (جمال) .. مالكم إيه اللي نزّلكم هنا ؟ " رد أحد الأشخاص : " سواق منه لله رمانا وقال لنا إننا وصلنا الموقف وإحنا من ساعتها ماشيين مش لاقيين حد نركب معاه .. " ابتسم لهم السائق وقال : " ولا يهمّكم .. عربيتي تحت أمركم " وصعد الركاب إلى الميكروباص وهم يشكرون السائق على انتشالهم من التيه الذي عانوه ووعدوه بأنهم بمجرد ما إن يصلوا سيمنحونه ما يريده . وبعد لحظات من التحرك أمسك السائق الهاتف وأتصل برقم ما وقال همساً : " ألوو .. أيوا يا أسطا (عبدو) .. كله تمام الله ينوّر .. أه الركاب فاكرين إني عديت عليهم بالصدفة وأنقذتهم .. ما تقلقش .. نصيبك محفوظ زيّ ما اتفاقنا ونصيب النفرين اللي جنبك برضو .. يلا سلام يا أسطا " .

محمد العليمي
25 فبراير 2017


الثلاثاء، 24 يناير 2017

خلف أسوار الثورة

ها نحن نجتمع أمام ذلك السور كعادة كل عام يا صغيرتي ..
وها هم الثلاث فرق المعتادة تجتمع هنا لتتذكر يوماً مرت فيه من هذا الطريق رافعةً صوتها ورأسها ..  حينها لم يكن هذا السور قد تم بنائه .
هل تريدين معرفة كنههم ؟ هل هذا ضروري ؟ لا بأس .. 
أترين هؤلاء ؟  إنهم من تأكدوا من أن الثورة لم تتمخض سوى ذكريات ومبادئ ووجوه فقدوها قتلاً أو سجناً سواء في أحداثها أو في ذكراها في كل عام ..
الثورة لم تحقق لهم إلا معرفة المرابطين على المبادئ والوصوليين والباحثين عن المصالح الشخصية ..
هؤلاء يا بنيّتي لم يربحوا من الثورة سوى عاهات مستديمة أو ملاحقات أمنية مستديمة أيضاً .
هل أكتفيتي أم أعرّفكِ على الفريق الآخر؟ .. حسناً ..
أولئك من كفروا بها لما نتج عنها من سلبيات مجتمعية وثقافة فوضوية أنتهجها أغلب الشعب ، متناسيين أن أخر من يضرب بالمطرقة على القفل ليكسره ليس لضربته الفضل في فضّه .. ناهيكي طبعاً عن إيمانهم المطلق من أن الواقع السياسي البائس والمظلم الذي نعيشه حالياً هو نتيجة لإندلاعها ، وكأننا كنا في المراتب الأولى عالمياً في مكانات أخرى سوى الفساد والفقر والتحرش ..
أولئك كانت خيبة أمالهم منها كبيرة لأن أحلامهم المنتظرة التحقيق منها كانت أكبر .. فلا تندهشين يا طفلتي العزيزة عندما يخبرونكي أنها حلم أضحى كابوساً .
أما الفريق الأخير يا غاليتي فينتظر مع اقتراب ذكراها (بشاير يناير) ليمنّي نفسه بإحتمالية أن يعيد التاريخ أحداثه بنفس التفاصيل ونفس السيناريو ، وما إن يمر اليوم دون حدوث أي شيء يُذكر حتى ينتظر إلى العام المقبل .. ناسياً - أو متناسياً - أن الظروف قد تغيّرت وأن قابلية الشعب للتغيير السياسي قد قاربت على التلاشي وأن النظام الحالي قد تعلم كل الدروس الأمنية - فقط - التي أخفق فيها نظام مبارك ، كما أن شرعيته مازالت راسخة طالما ظل الإرهاب موجود .
ها نحن نجتمع أمام السور كعادة كل عام يا صغيرتي .. وكالعادة - أيضاً - لا نملك سوى النحيب ..
فالمتمسك بإيمانه بها ينحب لذكراها الحبيبة إلى نفسه ومن أجل من وما فقده .. والمرتد عن الإيمان بها ينحب لما آل إليه الوطن بسبب الفشل في تحقيق أهدافها .. ومن ينتظر إستكمالها ينحب عندما يكتشف أن الأعوام تمر بدون أن يحدث أي شيء .
لا أخفي عليكي أن بداخلي شخص من كل فرقة منهم ..
فأنا الفخور بها عندما يأتي ذِكرها .. وأنا من يكفر بها أحياناً عندما يضيق صدري بما نعيش فيه .. وأنا من يتمنى أن يعيش أجوائها مرة أخرى .
ولكن ..
سيظل هذا السور هو أبعد نقطة نستطيع الوصول إليها حالياً ، وسيظل هذا السور مشيداً كدليل على أن الثورة لم تنجح بعد ولكنه دليل أيضاً على أنها مازالت تُرهب من يجلس على عرش النظام .
حان وقت العودة إلى حياتنا المعتادة يا طفلتي .. 
ألا تريدين المغادرة ؟
لا تبكي يا صغيرتي فحتماً سنعود العام القادم فنحن لم نعد نملك سوى ذلك .

 محمد العليمي 
24 يناير 2017


الأحد، 15 يناير 2017

في ميدانٍ آخر ..

إنه يوم مقيت آخر من تلك الأيام العفنة التي تمر بلا توقف والتي أصبحت أيام متشابهات ..
أنتظر أن يأتي مشتري آخر لأسمعه نفس الأغنية الدعائية حتى يقتنع ويشتري تلك المنتجات متوسطة الجودة باهظة الثمن .
موقعي .. مكان ما في منطقة سيدي جابر بالقرب من محطة السكة الحديد .. 
لا تنتهي الوجوه التي أراها في كل لحظة أثناء وقوفي أمام محل عملي لدرجة جعلتني أكاد أسعل وجوهاً وملامح إن أصابتني نزلة برد .
كنت أتساءل دوماً أيوجد في العقل جزء مسئول عن جعل أنظارنا تقع على شيء أو شخص معين في توقيت محدد أم هي تدابير القدر التي تحتم علينا رؤية من قُدّر لنا رؤيته  ..
لذلك فلسبب غير معلوم ألتفتُ يميناً .. ولنفس السبب - غير المعلوم أيضا - وقعَت عيني عليه وهو يتأهب للمرور من أمامي كغيره من السائرين .
نفس الهيئة التي رأيته عليها مراراً في الصور التي كانت تغزو صفحات الفيسبوك في لحظات الجذر الثوري قبل أن يتم تجفيف الثورة وردمها .. فقط كان ينقصه لوحة تحمل الرسائل الثورية المعتادة لصوره لتكتمل هيئته الراسخة في ذهني .
لم تطول حالة (هل أوقفه لألقي عليه السلام أم لا ؟) التي تنتابني كلما رأيت من أعرفه من العابرين أمامي يومياً .. وسرعان ما أوقفته ..
" أزايّ حضرتك عامل أيه ؟ "
كان لا يعرفني بالقطع ولكن الترحاب الذي ظهر على وجه كان عكس ذلك ..
" الحمد لله يا إبني أنا بخير "
أدركت في تلك اللحظة غرابة الموقف فأخبرته - في محاولة مني لحفظ ماء الوجه - بمدى سعادتي لرؤيته فوجدته يبتسم ويحتضنني .
سألته عن سبب تواجده في الإسكندرية  ..
" عندي إبن في سنك في العناية المركزة من إمبارح وسهران جنبه طول الليل "
لم أجد ما أقوله سوى أن أخبره بتمنياتي له بالشفاء ثم ساد الصمت للحظات ولم أجد بد من أن أسأله عن رأيه في الوضع الحالي  ..
" أصبروا يا ولادي .. أصبروا " 
لم أفهم ما يقصده بالصبر .. أصبراً لعل الخير قادم ؟ أم صبراً على الظلم لأنه قارب أن ينجلي ؟
" وأخرة الصبر أيه ؟ إيه اللي يخلينا نستحمل الظلم والغلاء والقمع ؟ هو أنا ينفع أحاسب على حاجة ما طلبتهاش من الأصل ؟ اللي طلبها هو اللي يحاسب عليها ويصبر ..  "
رأيت الصمت مرسوم على وجهه .. لا أدري أهو صمت اللا تعليق أم صمت اللا حول ولا قوة ؟ أم هو صمت خيبة أمل المؤيد لنظاماً حاكماً خيّب ظن من آمن به ؟ 
طلبت منه أن يجلس معي قليلاً ولكنه تعذّر بحاجته للذهاب لشراء بعض المستلزمات .. فسألته رؤيته ثانيةً في طريق عودته  ..
" ما تقلقش أنا راجع تاني ..  "
وغادر ..
وظللت أتابعه وهو يتلاشى وسط السائرين ..
ظللت سارحاً لمدة لا أتذكرها وعيناي تنتظر عودته حتى فقدت الأمل في أن يعود .
كان مقدراً لي أن أراه خارج ميدان التحرير الذي سكنه طويلاً وتركه منذ فترة ليست بالقليلة لأن كلانا أصبح من قاطني ميدان آخر ..
ميدان بلا مخارج ولا شوارع للخروج منه تم تكديسنا داخله للطواف حوله بلا هدف سوى الرغبة في البقاء على قيد الحياة والبقاء داخل دائرة الستر المادي ..
بلا طموح نطوف .. بلا حقوق نطوف  .. دون اعتراض نطوف ..
أصبحنا جميعاً شركاء في ميدان الحياة المادية مكبلين بقيود اللامبالاة والظروف المعيشية .. نتقابل به أثناء ركضنا وراء الفرص ونخجل من أن تتلاقى أعيننا بعدما كنا نبحث عن بعضنا البعض يوماً ما ..
نعم .. في ذلك اليوم أيقنت أنني لن أرى (أبو الثوار) أو غيره مجدداً في أي ميدان تحرير .. في ذلك اليوم تأكدت من أن ميادين التحرير جميعها قد هُدمت ولم يبقى منها سوى ذكريات وصور كانت تصيبنا بالحنين والحماس وأصبحت الآن تصيبنا بالألم والحسرة .

محمد العليمي
15 يناير 2017




الجمعة، 21 أكتوبر 2016

كيف تختصر 30 عاماً في 4 سنوات ؟

يتنافس مؤيدو السيسي والإعلام ليلاً نهاراً في حصر إنجازاته ما بين إنهاء أزمة الكهرباء وقناة السويس الجديدة والمدن البديلة للمناطق العشوائية بالإضافة إلى المشروعات المقترحة والتي ينوي البدء فيها فالنية وحدها – بالنسبة لهم - قد تكفي ، ولكني أرى أن أعظم إنجاز قد حققه هو تسريعه للفيلم الذي شاهدته مصر لمدة ثلاثون عاماً ، فقد يكون ذلك بدافع الملل أو بسبب أنه يريد أن يثبت لنفسه أنه أكثر سيطرة من سلفه مبارك إذا ما مر بنفس المراحل التي كانت دافع لثورة الشعب في 2011 ، فإن كان مبارك قد ظن أنه أعز نفراً بداخليته فالسيسي يعتقد أنه لديه ما هو أقوى ليعتمد عليه ويستطيع – والكلام له - أن يسيطر به على البلد في ست ساعات .
في ظني أن التاريخ عندما يعاد بحذافيره  فإما بسبب أن العوامل واحدة أو أن من يكتب السيناريو واحد وفي الحالة الأولى نكون بصدد غباء مزمن وفي الحالة الثانية نكون بصدد نظرية مؤامرة .. والفيصل هنا هو تغيّر الأحداث مع مثيلاتها في الأعوام الماضية أو اختلافها ..
فنجد الآن نفس حالة الحنق والسخط من تردي الحياة المعيشية والحالة الاقتصادية وارتفاع الأسعار المتزايد وشيوع حالة من تبلد النشاط السياسي المعارض بل لا أبالغ إن قلت اختفاء المعارضة هذا إذا ما استثنينا المعارضة المشتتة بين القنوات المملوكة لشخصيات تنتمي إلى معسكر الإخوان والشرعية (المُرسية) وبين الأصوات المنخفضة لمعارضين قدامى وأصوات شباب محسوب على المعسكر الأوسط سواء من خرج من السجون أو من سيدخلها قريباً ، كما نجد أيضاً الدعاية عن الإنجازات الإعلامية والحقيقية وشبه الحقيقية والخيالية تُقذف عليك من القنوات بطريقة بائع النعناع في الأتوبيسات متناسيين أن كل هذه الإنجازات لا يشعر بتأثيرها المواطن البسيط لأنه لا يهتم سوى بما يؤثر عليه مباشرة وأن الدعوة إلى الصبر لا تنفع مع من نفذ صبره .. ويحضرني هنا رد من أحد ( المستقرين) ساخراً من ما ورد في فيديو سائق التوكتوك يعاتب فيه السيسي على صرف المليارات على مشروعات النهضة الاقتصادية وأنه وجب عليه أن يشتري بها فقط أطنان من السكر والأرز تكفي المواطنين الساخطين للسنوات القادمة حتى يرتاحوا ويريحونا من تلك الأسطوانة المشروخة .
للأسف الشديد الوضع الآن وإن كان سيء فإن ما هو قادم سيكون أسوء لأن الجميع متخوف من نتيجة ما نحن فيه إن كانت سيؤدي إلى ثورة فقراء أم ثورة جياع  وذلك بسبب اختفاء البديل السياسي للنظام الحالي القادر على الانحياز للفقراء والابتعاد عن تحقيق مصالح لوبي رجال الأعمال .. فالحل هو إما الكبت أو الثورة بدون أجندة مسبقة مما سيفتح المجال أمام العديد من المسكنات المعروفة لتنتشر مفعولها كالمسكن المتداول توزيعه منذ ما يقرب من الخمس السنوات المتمثل في الاختيار بين احتمال النظام الحاكم أو مصير البلدان المجاورة ، أو الدعوة إلى اعتبار ما نحن فيه من أحوال هو قدر أو ابتلاء أو اختبار من الله وعلينا أن نصبر ونحتسب وهذا هو أول الطريق إلى تحول مرض السلبية النصفية لدى شعبنا إلى سلبية كلية لا شفاء منها . 
نحن في وضع لا يحسدنا عليه أحد .. مخيرين بين أن نحتمل أو نحتمل ، نتقاذف بين دعوات من لا يجدون مفر سوى تكرار تجربة الثورة بدون حسابات سواء ممن لهم مصلحة في الصيد في المياه العكرة أو ممن لا يجدون سبيل غير ذلك للاعتراض وبين نظام رسخ قواعده في الأرض أكثر ممن سبقوه ورمم كافة الثغرات التي قد تفتح عليه غضب الشعب ويكتفي بالنحنحة والتمثيل واختراع أحدث طرق لمص دماء الفقراء .. نظام يدفع الشعب إلى أن يثور بلا عقل بدلاً من أن يعيش بلا قوت .
فعلينا أن ندرك جيداً أن قواعد اللعبة قد اختلفت عن ذي قبل .. وأصبح الأمر أشبه بلعبة بألعاب الفيديو التي تزداد صعوبة مرحلة بعد الأخرى ونحن الآن في مرحلة أصعب من سابقتها غير عالمين حتى الآن بكونها المرحلة النهائية أم لا بل أننا لا نعلم عدد المحاولات المتبقية لنا إن خسرنا .. فعلينا أن ندرس نقاط ضعف الوحش جيداً قبل أن نواجهه في المرحلة النهائية .

محمد العليمي
21 أكتوبر 2016


الجمعة، 16 سبتمبر 2016

الحياة بقا لونها مموّه ( 1) ..


كنا كمجندين نرتبط بكانتين الوحدة إرتباطاً مقدساً .. فمع مرور الوقت لم يعد إرتفاع أسعار السلع فيه يضايقنا وإن أرتفعت أكثر لا نكترث وما يهمنا هو تواجد السلع فقط .. فقد تعلمنا أن نشتري حتى نحيا بل أننا أصبحنا نحيا من أجل أن نشتري .. الأمر حتمي ومفروغ منه .. تأقلم لتحيا فالإعتراض ليس في صالحك ..
وعندما أنهيت خدمتى أكتشفت أننى خرجت من جيش صغير إلى جيش كبير.. فالنظام الحاكم يتعامل بنفس العقلية العسكرية فيرى الشعب عبارة عن مجندين ليس لهم الحق فى الإعتراض بل أنهم لا يقدرون على الإعتراض .. فإذا ما وضعنا جانباً الحديث عن إرتفاع الدين المحلي وإرتفاع عجز الموازنة العامة وتراجع الصادرات ووإرتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه إلخ وتحدثنا عن النتيجة الملموسة للمواطن وهي إرتفاع الأسعار نجد أن المطلوب من الشعب - أقصد بالشعب هنا الفقراء وليس شعب جمهورية مصر الموازية من الأغنياء - هو الإحتمال والتأقلم ، وحتى يكون النظام (عمل اللي عليه وزيادة ) يقوم بفتح منافذ بيع القوات المسلحة ويجعل البديل هو منتجاتها المنخفضة السعر والجودة حتى ( ينفّع ويستنفع ) مع نشر أخبار على القنوات والصحف عن تعليمات من الرئيس للحكومة بالرقابة على الأسعار ومحاولة ضبطها ..
أدرك أن المطلوب - وهو ما يتحقق بالفعل - هو تحول الشعب إلى مجموعة من الزومبي فاقدي الإحساس والشعور وردود الأفعال لكل ما هو خاطيء وأن يقبلوا بالـ (عيشة) والإستقرار المزعوم ولكن المتوقع – وهو ما أشعر به - أن ينقلب الفشل على الفاشل ليجد أن تلك المخلوقات التي ساهم فى تحولها لن تجد سواه لتلتهمه فى النهاية وخصوصاً أن سلعة ( مش أحسن ما نبقا زيّ سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا أو لالا لاند ) أصبح ثمنها باهظ جداً ويزداد يوماً بعد يوم ..
أفلن يأتي اليوم على من نفخ لنا أدمغتنا - ( مشيها أدمغتنا ) وبلاش قلة أدب - بالإفتخار ليلاً نهاراً بأنه أنقذنا من مصير الدول سالفة الذكر أن يتفاخر بأنه جعلنا مثل أي دولة تحترم نفسها وشعبها وتتعافى من أزماتها فعلياً وليس إعلامياً وأن يعلم أن الوطن ليس وحدة عسكرية وأن العقلية العسكرية لا تصلح لإصلاح الوطن ؟ .. النفي هو الإجابة الصحيحة عن هذا السؤال حتى بداخل قلب من نطق لسانه بأن هذا النظام قادر على النهضة بمصر .. فرؤية الحقيقة أصبحت الآن أوضح من ذي قبل حتى لمن يرفض الإعتراف بها .. ولكن ماذا بعد الإعتراف بهذه الحقيقة ؟

محمد العليمي
16 سبتمبر 2016


الجمعة، 6 نوفمبر 2015

حكايات ما بعد ثورة ونصف ثورة ..


كان ياما كان .. فنفس المكان والزمان
كان فيه رئيس .. بدقن وبدلة وقميص ..
كان غبى ودلدول .. وقول عليه زي ما تقول ..
يغلط .. ننتقده .. فيطلع علينا شعبه يبرر غلطه ..
لما كنا بنرفض تصرفاته كان بيتضايق
وهو مكمّل فنهضته عادي مش فارق ..
كنا أحنا والإعلام كله ضده
فقال مؤيديه : (أ@ـا )الموضوع زاد عن حده ..
نزلنا وإتظاهرنا .. ومؤيّديه سخنونا
فقرروا ينزلوا يأيدوه وبالمرة يفشخونا ..
وما بين إرهابيين في البلاد أتبدروا
وما بين شباب فى الشوارع تناحروا..
كان قاعد (هو) ورا المكتب بيتفرح بقاله سنة
وأستنى لحد أما بحور الدم تتملى ..
وقرر (صاحبنا) يديله مهلة يمشى من نفسه
يا كده يا هيتدخل هو بصبيانه وبنفسه ..
سألناه ليه سكت كل الفترة دي على الرئيس
مش ده برضو يبقا أسمه ..... (ترقيص) ؟
ما جاوبش بس طلب مننا تفويض
واللي ما فوّضش قال اللي بيحصل ده تعريض ..
وما بين تفويض وإستفتاء ورئاسة 
سجد الشعب كله لـ (صاحبنا) والرقص أصبح للدولة سياسة ..
وطلب الإعلام مننا ما نبطلش رقص
ونادينا عالصعيدي وعومنا فى التهييس والهجص ..
وطلق علينا صبيانه وقبضوا على اللي قال : أنتخبوا الـ (#$ـص) ..
ووصل (صاحبنا) للسلطة وكرر أخطاء اللي قبليه واللي قبيله 
خطابات هرتلة وفشل وإنجازات كارتون بس المرة دي لقى اللي يعديه ..
وكله بأسم الإستقرار حط جزمه فــ .... (بوقوه)
ويلا بينا نساعد (صاحبنا) واللي يحب النبي يزقّوه ..
ولقينا المناضل أيام أبو دقن .. بقا بطل في النوم عالبطن ..
والإعلام أشتغل تمجيد وتبرير .. مع إن غلطات صاحبنا بقت كتير ..
واللي يتجرأ منهم وينتقده يزعل صاحبنا ويبات مقموص
 إزايّ ننتقده بعد ما أخدنا الـ .... (العصعوص) ..
إزاي نتكلم عن الفشل والغرق والبلا والمرض والقتل والظلم والسحل والغُلب والجوع ؟
إزاي نتكلم واللي مش ممنوع أصبح فعهده ممنوع ؟
إزاي هتتكلم وجواك مخبر .. فقفاك مخبر فبيتك مخبر ولسانك بعد التمرد بات مقطوع ؟
إزاي نشتكى ومكبوب فودانّا : إن ما فيش للوطن بديل غيره 
إزاي نتكلم وكله بقا جحا مش فارق معاه الـ (كيك) مدام الـ (كيك) بعيد عن (طيره) ..
أنا عارف سيادتك إنه ما يصحش كده .. بس الحقيقة أوسخ من كده ..
زهق اللي زهق .. غرق اللي غرق 
بيوت غرقانة وناس تعبانة ومليون حلم مننا أتسرق ..
فطالما مكتوب علينا إن (سيادتك) تفضل في أرابيزنا
فأعرف إن كل جحا فينا جاب أخره .. لأن الوجع خلاص هيفرتك (غيظنا) ..

محمد العليمي 6-11-2015