الجمعة، 2 مارس 2012

الشرطة في ذمة الله


لنتفق على شيء .. نحن نعيش في  حالة إنفلات أمني واضح جدا ، ولا نشعر بأي ذرة من الأمان ، ولكن .. الوضع يجب أن يكون مختلف الأن ؛ فلقد مر أكثر من عام على نكسة الداخلية – التي ترجع أسبابها بالمناسبة إلى انحيازها للنظام السابق – والمنتظر أن تكون قد تعافت ..
ولكن ما لا يدركه البعض ممن يظنون أن الأمر يرجع فقط إلى الرهبة والخوف من الاحتكاك بالناس أن الأمر أكبر من ذلك ؛ فليكن السؤال هو .. ما الذي تغير في الداخلية ؟ .. البعض أجابني أن الشيء الوحيد الذي تغير هو شكل السيارات وأنواعها ، والبعض الأخر أجاب : مداخل الأقسام تم تجديدها ..
ولكن الأمر المؤكد أن المُلاحَظ هو أن اللامبالاة زادت بشكل كبير .. فوزير الداخلية بذاته اتصل بالنجدة مرتان ولم يهتم أحد ببلاغه ومن قبله قمت أنا بالاتصال بالنجدة ثلاث مرات وفي كل مرة كان الرد : " حاضر .. سنرسل لك أحد من القسم " ولم يأت أحد .. وجدير بالذكر أن شرطة النجدة من أهم أجزاء في جهاز الشرطة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتواجد الاستهتار بأرواح ومصائب الناس بداخلها ..
فهل ما يحدث هو عقاب أم ماذا ؟ وعن أي جهد يتقاضون رواتبهم ؟ فليجلسوا في بيوتكم ونقوم نحن بالحراسة والتأمين بدلا عنهم طالما لا يفعلون شيء .
قد يقول البعض أنني متحامل على جهاز الشرطة وأنهم يقومون بواجبهم بدليل الأنباء عن القبض عن عصابات أو الإمساك بشحنات من المخدرات .. ولكن فلتقارنوا عدد الأنباء تلك بعدد الأنباء عن الاعتداء والقتل والسرقة والخطف في اليوم الواحد .
خلاصة القول أن الشرطة أهم جهاز داخلي .. لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يقوم بنصف واجبه أو ثلاثة أرباعه .. لا بد من أن يقوم بواجبه كله .. ولا مناص من إعادة الهيكلة لأنه أياً كان ما يحاول سيادة الوزير إثباته فهو فشل في إثباته .. وإن لم تنصلح في هذا الوقت الحساس فلن يبقى لإنصلاحها بعد ذلك قيمة ..

محمد العليمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق