"يعني إيه رئيس توافقي اللي بيقولو عليه ده يا بشمهندس ؟
"
سألني عم (عياد) وهو ينظر أمامه إلى الشارع المزدحم
بالسيارات التي أصبحت أكثر من (البني أدمين) على حد قوله ..
أجبته : " السؤال هو ..
توافقي بالنسبة إلي من؟ .. أعتقد أن مصطلح "توافقي" في حد ذاته مصطلح يُراد
به غرضٍ ما ؛ فأي رئيس في أي بلد لا تتفق
عليه جميع التيارات السياسية .. فلماذا نتحدث عن رئيس يجب أن يوافق عليه المجلس
العسكري والإخوان والسلفيين والليبراليين.. إذا ما فائدة الانتخاب ؟ وماذا يتبقى
لإرادتنا ؟ فليُعين بالمرة ..
أساس الانتخاب هو الاختلاف في
الخلفيات السياسية للمرشحين لأنه إذا وجِدَ شخص تجتمع عليه كافة التيارات لتحوَل
الأمر إلي مجرد أن توافق أنت كناخب عليه أو لا."
قال لي وهو يُعدل من جلسته : "
يا بشمهندس ده الأنبيا نفسهم مش كل الناس اتفقت
عليها يبقى حنجيب منين ريس كلنا نتفق عليه ؟ "
أجبته :" كلامك صحيح ..
والتفكير في الإتيان برئيس توافقي ماهو إلا استهوان بعقول الناس ، أما الحديث عن
مرشح توافقي فهو أمر أخر .. وهو أمر يتعلق بالتحالفات السياسية لا أكثر وأيضا لن
نجد مرشح توافقي لكافة التيارات ، فإن وافق عليه زيد لن يوافق عليه عُمر . "
أخذ رشفة من كوب القهوة وقال : " بص
يابشمهندس .. المهم يبقى لينا ريس وخلاص .. البلد مش حينصلح حالها إلا بعد مايجي
ريس . "
قلت له : "يجب ألا نتعامل
مع الرئيس القادم – أياً كان – على أنه (ديفيد كوبرفيلد) سيغير كل شئ بعصاه
السحرية .. المسألة تحتاج إلى وقت ولا يجب علينا أن نبني قصورا من رمال .. ولكن
الأهم أن يختار كل منا مرشح بناءاً على اقتناع ببرنامجه السياسي والاقتصادي
ونتجاوز عقيدة من نعرفه أفضل ممن لا نعرفه وإلا صنعنا مبارك آخر ..
لقد أتتنا فرصة لا تُعوض .. أن
نختار الأفضل فلا يجب أن نرضى بأي شخص والسلام. "
نظر نظرة طويلة على عربته
المتوقفة في نفس المكان أمام المقهى منذ ثلاث سنوات وسمعته يقول بصوت خفيض : "
هو العربية بعد مايعدي عليها 30 سنة مستني منها تشتغل زي الأول ؟! .. ولا يمكن
العيب مش من العربية العيب من السواق ؟ .. ولا ليكون العيب من الركاب ؟ .. ربنا
يستر مايكونش العيب من الركاب .. "
محمد العليمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق