الاثنين، 20 أبريل 2015

حمدين (لم يعد) يُمثلني ..

" انتا بتهاجم حمدين علشان انتا شخص وصولي وكان نفسك تاخد دور من أدوار الناس اللي حواليه وفشلت فده "
قصدك كان نفسي أبقى من الناس اللي بيدافعوا عنه لمجرد إنهم بيسترزقوا من وراه ؟  لو كنت بقيت من الناس دول كنت هفقد إحترامي لنفسي لو بقيت مجرد بوق دعائي لييه ..
" انتا بتهاجم حمدين علشان أنتا شخص كل يوم بحال ومتناقض .. كنت في الأول مؤمن بيه وقعدت تمدح فيه وبعدين هاجمته "
للأسف لن أستطيع اختزال الرد على هذا الاتهام في جملة واحدة .. فلتحتملني قليلاً يا رفيقي العزيز ..
أنا فخور إنني قد انتخبته في 2012 وكان بالنسبة لي الاختيار الأصوب وقتها  ، وأعترف أنني ظللت تحت تأثير خمر الحالة الحماسية الخاصة بحملته الانتخابية وإحساسنا بأننا نستطيع تحديد مصيرنا لفترة طويلة جدا واستفقت تدريجياً لأدرك أنني أمام بشر يخطئ كثيراً ويصيب قليلاً ، فهل كان المطلوب مني أن أظل (مداح حمدين) حتى لا أُتهم بالتناقض ؟
في فترة حكم مرسي لم يكن الاختلاف بيني وبين (حمدين) جذريا بل كان خلافا في بعض الأمور ولم أفقد تأييدي له وإن كنت قد ارتددت عن إيماني به مراراً وعدت مراراً ، وصارحته مراراً في اجتماعات خاصة بانتقاداتي تلك وكنت أتمنى أن يستمع لي ولغيري من المؤمنين بنقائه الثوري وأن يُصلِح ما نراه خطأ ، وكانت نقاط الاختلاف تتمثل بالنسبة لي في عدة نقاط : (وجوده في جبهة الإنقاذ – بعده عن الشارع وتجاهله للشائعات ، ذلك التجاهل الذي كان يُصعب علينا تفسيرها أو توضيح صحتها نحن من نؤيده -  الأمور التنظيمية الخاصة بالتيار الشعبي) .
بعد عزل مرسي اختلفت الأمور بيني وبينه ..
كنت قد أشرت في أخر مقال كتبته عنه (هيموت ويبقا رئيس) بتاريخ 5 يوليو 2013 – والذي حاولت فيه إنصافه إنصافاً أخيراً لأنني كنت أعلم أن المرحلة التالية لـ 30 يونيو لن تكون مرحلته – أنني قد لا أنتخبه مرة أخرى ولم أذكر الأسباب في مقالي والحقيقة أنني كنت قد رأيت فيه الكثير من السلبيات كشخصية سياسية خلال عام ونصف فلم أعد أريدها فيه كرئيس وقررت حينها  أن أكون محايداً تجاهه بقدر ما أستطيع .
وبدأت أسهمه تهبط أمامي بدءاً من ربط ترشحه للرئاسة صراحةَ بترشح السيسي وتغاضيه عن علامات تدهور الحريات وتزايد القمع وتصريحاته المهادنة ومحاولاته لكسب مؤيدي السيسي بعدم نقده النقد الصريح له والاكتفاء بالنقد المائع ثم الطامة الكبرى بموافقته على المشاركة في المسرحية الهزلية ذات النهاية المعروفة المُسماة بالانتخابات الرئاسية ..
لا تحدثني من فضلك عن حسه الوطني الذي دفعه للمشاركة في الانتخابات للمحافظة على الإطار الديمقراطي  فهو نفس إدعاء (المحلل) الذي يتزوج من طلّقها زوجها للمرة الثالثة بأنه يفعل ذلك لمنع تفكك الأسرة ، نعم كان ترشحه انتحارا سياسياً فهو لم يبني ما يجعله جديراً بمنافسة السيسي وعلى الأقل لم يبقى عدد مؤيديه كما كان عليه في 2012 ، فكان فوزه من خامس المستحيلات – ما إذا اعتبرنا أن عودة مرسي هي رابع المستحيلات -  وكانت هزيمته متوقعة ..
وبرغم ذلك فعندما وصل إلى مسامعي أن هناك تعنت في تحرير التوكيلات الخاصة به لم أتباطأ في التوجه لتحرير توكيلاً له كرد فعل على هذا التعنت الذي يتعرض له أصدقائي في الحملة مع تأكيدي على أنني لن أنتخبه ، وإن كنت قد وجدت من أتهمني بأنني بهذا التوكيل قد غيّرت مبدأي وكلامي فإن الفارق بيني وبين من اتهموني بأنني قد تمسكت بخيار المقاطعة للنهاية بينما هم هرعوا لانتخابه عاصرين الليمون لأنه من (ريحة) الثورة .
ظهرت النتيجة وفاز السيسي ومارس حمدين فن إمساك العصا من منتصفها الذي أصبح يجيده وبعد كل تصريح أو تصرف يلاحقه تبرير من تبقى من مؤيديه بأن ما يفعله هو من أجل الوطن بل وأصبحوا يمارسون القمع الفكري ضد من كانوا معهم في نفس الخندق سابقاً ، عشرات الفلاتر التي مر بها استفاق بعدها من مؤيديه من استفاق وبقى من يراه الزعيم والمُلهم والثوري بل وأزداد تقديساً له والذين أجد لهم عذراً لذلك لأنهم قد اقتحموا الحياة السياسية بسببه ومارسوها في محرابه ويرون أن الاشتراكية تتمثل فيه والثورة هي ما أنجزه والنضال هو ما فعله والوطنية هي ما يمارسه وأقدّر مدى تعلقهم به وأتمنى لهم التحرر العقلي والكفر بأي رمز والإيمان بأنفسهم فقط ، ولكن من لا أجد لهم أية أعذار هم من لا يستطيعون انتقاده لمجرد أنهم يعملون تحت سقفه .
" ممكن يكون شايف الصورة غيرنا علشان كده مهدي اللعب شوية "
الحقيقة يا رفيقي العزيز أن حمدين لن يرفع سقف انتقاده للنظام إلا إذا ما وجد الحالة العامة أصبحت ضد النظام وهو ما يخالف ما عاهدناه عنه وانتخبته من أجله .
إنني أرى أن الوقت الحالي وبعد ما مررنا به لم يعد للأصنام  السياسية مكان لعبادتها بعد الآن بل آن لنا أن نؤمن بأنفسنا فقط ؛ فالكل سيخذلك يوماً ما إن لم يكون قد خذلك بالفعل ، والفارق بيني وبينك أنني لم أخشى شماتة من حذروني من إيماني المفرط بشخص وأعلنت كفري به على الملأ ..
أعترف أنني احترمت – وما زالت أحترم - ما كان عليه حمدين ولا أحترم ما أصبح عليه ، حمدين كان يمثلني وتعلمت منه الكثير ومن تاريخه ونضاله في الماضي ولكن عندما أنتقل من خانة الثائر السياسي إلى خانة السياسي المهادن لم يعد يمثلني ..

محمد العليمي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق