ما بين
الدعوة إلى إسقاط النظام من قبل البعض والدعوة إلى إصلاحه من قبل البعض الآخر ..
نجد أن هناك فئة كبيرة قد قررت أن تنتهج منهج (بين البينين) ، فهي تريد أن ينتهي
هذا النظام وفي نفس الوقت لا تفعل ما يكفي لإسقاطه .
نجد
هذه الفئة تجلس في منازلها تلعن وتسب الرئيس بحاشيته وحكومته وتتمنى أن (يغور) وفي
نفس الوقت تعترض على المظاهرات لأنها (وقف حال) كما يسمونها ..
نجد
جزء من هذه الفئة يقود مسيرات تسير بها في الشوارع ظناً منها أن النظام سيسقط
باكياً من المشهد قائلاً : "
ياااااااااه .. كل دول بيكرهوني ؟؟ " .. متناسيين أن النظام السابق لولا
الضغط المستمر والاعتصام المفتوح والتصعيد والزحف في يوم 11 فبراير إلى قصر
الرئاسة ما كان قد سقط .. أو هكذا بدا لنا حينها قبل أن نُدرك أننا أسقطنا المُعلم
فقط بينما هناك من حمل رسالته ويحكمنا بها الآن وإن تفوّق على معلمه .
نجد
هذه الفئة تظن أن مجرد السير في الشوارع بالأعداد الكبيـــــــــــــرة يُرهب
النظام ولا يعلمون أن النظام الحالي يتمنى من كل قلبه أن تقتصر ثورتهم على
المسيرات والتظاهرات لأنها - وبدون مبالغة - قد فقدت بريقها وتأثيرها السابق وأنه
قد تَعلَم ألا يعيرها الاهتمام مثلما أعارها أسلافه وتَعَلّم ألا يترنح من أي
تظاهرات مهما كان حجمها .
هذا
النظام لا يحتاج ثوار (بلاستيك) يؤمنون بأن التظاهر من بعد صلاة الظهر إلى العاشرة
مساءاً هو الحل ، هذا النظام إذا أردت الضغط عليه فعليك أن تحمل في يدك كروتاً
تساومه بها ؛ فنحن نتحدث ها هنا عن نظام يختلف تماماً عن نظام (مبارك) .. النظام
الحالي سيقاوم حتى آخر نفس في صدر آخر عضو في جماعته وليس حتى آخر نفس في صدر
رئيسه .
التصعيد
يا سادة هو الحل .. أما التأخر في التصعيد والالتزام بروتينية التظاهر فإن أسقط النظام
فسيسقطه أرضاً من الضحك لا من الخوف .
محمد العليمي