ما يحدث الآن على الساحة يُذكرني بموقف حدث
مع مجموعة من الأصدقاء ..
فبينما هم جالسون في أحدى (الكافتيريات)
وجدوا جماعة من الناس وقد إقتحموا المكان وقاموا بتكسير المقاعد باحثين عن من يُدعى
(أشرف وجدي) ..
وعندما أنهوا تحطيم المكان أدركوا حينها أنهم
قد أخطئوا العنوان وأن المقصد هو كافتيريا أخرى فذهبوا للبحث عنه فيها .. وجدير
بالذكر أنهم أيضاً لم يبخلوا في الهجوم على المحلات للبحث عنه أيضاً ..
وظل السؤال السرمدي يتردد في أذهان أصدقائي
.. أين (أشرف وجدي) ؟
ويبدو أننا سنبحث عن (أشرف وجدي) الخاص بنا
قريباً لأنه المسئول عن كافة الأزمات المتلاحقة في بلدنا ولن نترك حجراً فوق حجر إلا
وبحثنا عنه تحته وإن كنا لا نعلم من هو ..
فيبدو أن (أشرف وجدي) هو من يقطع الكهرباء
والمياه ..
وهو المسئول عن بقاء المعتقلين في السجون
العسكرية ..
وهو المسئول عن انعدام الأمن وحالات السرقة
والقتل والبلطجة والخطف ..
وهو المُتسبب في نقص البنزين ورغيف الخبر
وغلاء الأسعار والمشكلة المرورية ..
بل قد يكون هو المُتسبب في خسارة المنتخب
الأوليمبي أمام البرازيل .
المشكلة دائماً تكمن في أنصار الحزب الحاكم
والرئيس المنتمي إليه .. دائماً ما يُرجعون المشكلات التي يُسأل عنها الرئيس إلى
أعداء النجاح والمجلس العسكري وأذيال النظام السابق وربما قوى إقليمية ..
نعم .. هي الأيدي الخفية التي تعبث في مقدرات
الشعب والتي تبغي تعكير حالة صفو العلاقة ما بين السيد الرئيس وبين الشعب ..
تلك العبارة القديمة قدم الدكتاتورية وتأليه
الحاكم والتعامل معه وكأنه معصوم من الخطأ ..
المسألة بسيطة ..
أثبتوا مسئولية من تدّعون مسئوليتهم أو
لتصمتوا للأبد ودعونا نُحاسب الرئيس عن مسئوليته وكفاكم ما تقولنه من هراء ..
أتريدون بناء دولة محاسبة الحاكم إن أخطأ أم استمرار
دولة الحاكم الذي لا يُسأل ولا يُحاسَب ؟
أتركوا أطنان نظريات المؤامرة التي لا يؤمن
بها سواكم وكونوا موضوعيين ولو لمرة واحدة .. فلقد أصابتنا حالة من الانتفاخ
الناتجة عن هضم ما تجبرونا على هضمه من كلام لا فائدة منه ..
فأنا – بشكل شخصي – لا أقتنع بحديثكم هذا ..
ولي سؤال أخير ..
هل رأى أحدكم علبة سجائري ؟ .. أين أختفت ؟
إذن فقد أخذها (أشرف وجدي) ..
اللعنة عليك يا (أشرف وجدي) .. فلتبحثوا معي
عنه من فضلكم ..
محمد العليمي